القطة البيضاء الجميلة - قصص رقيقة
كان ياما كان
وما يحلو الكلام إلا بذكر النبي علية الصلاة والسلام
حكايتي عن قطة رومية بيضاء لم يدم عليها الحال
تغير من شان إلى شان
عاشت القطة البيضاء في منزل من المنازل المريحةمدللة تنعم بالفراش الوثير الدافئ ,تنعم بحب الكبير والصغير
تأكل أحسن الطعام وتتقلد من الأطواق أغلاها.
كانت سعيدة رغم أنها حبيسة لكنها راضية
تطل من النافذة تشاهد القطط الأحرار وما يعانون من ذل وهوان
فماذا فعلوا بتلك التي تسمى الحرية
تدخل و تتمدد في دلال على فراشها الوثير أحمدك يارب على ما أنا فيه من نعمة
وتحلم بتحقيق ما تسمعه من سيدتها:
سأزوجك قطا شيرازيا
لتنجبي قططا رائعة وغريبة
وفي يومٍ تأخر أصحاب المنزل المريح بالخارج
وقد نسو إطعام القطة ’ اليوم بأكمله وهي دون طعام
تروح وتجيئ على صحنها
فتجده في كل مرة خاليا
لكن الجوع صعبا كيف تتحملة من أعتادت الدلال والرقة
فراحت تبحث وتتذمر كيف ينسوا وضع طعامي؟
وثبت وثبة جوع فقد هدتها أنفها لطعام أهل المنزل
على الموقد فقد أعدته السيدة في الصباح قبل الإنصراف
وأطاحت الغطاء ومدت يدها وأطعمت فمها
وراحت تتمدد في دلالها على فراشهاالوثير
ساعة أو ساعتان فتح الباب ,حضر أهل الدار
الكل هالك الكل جائع بعد يوم متعب وشاق ,دخلت السيدة
مطمئنة أنها في الصباح قد أعدت الطعام
دخلت .... ثم صرخت من هول المفاجأة الكل جرى ماذا حدث؟
أين الطعام؟ البقايا على الأرض
ذهب السيد والسيدة مباشرةً للقطة ضرباً وكشحاً خارج الباب
لم يرحموا ضعفها لم يعذرو خطأها لم يعلموا
أن الجوع كما ألهبهم ألهبها
وقفت القطة على الباب دامعة يتوسل مواؤها بالعودة
تتوسل لتعود.. فالحرية تعرفها ذل و مهانة
لكن ذنبها لم يغفره جوع الأسياد
نزلت الأدراج تجر ذيلها خلفها ليمسح أول تراب طريق الحرية
وقفت على باب المنزل تزرف الدمع
رفعت عيناها للنافذتها علها ترى السيد أو السيدة
فيرق لها قلب أحدهما
لكن هيهات السيدة منشغلة في إعداد طعام غير الطعام
و السيد يقرض على إنيابة لو طالها ثانيةً لأكلها
ولم تجد من ألامر حيلة
فأبتعدت
عاشت الحرية في الشارع... نبحت علها الكلاب
وضربتها أشرس القطط في صناديق القمامة لتنزع منها لقمة
وأغتصبها أحقر القطط وهي من حلمت بفارس شيرازيٍ
كانت تنام تحت العربات أو في كرتونة أياً كانت النومة
يعوضها غوصها في أحلام أيام زمان أيام الحبسة والرفاهية
وذات يوم كانت قرب المنزل فرأت السيدة قادمة جرت إليها
وهي منتفخة البطن تمسحت بها لكن السيدة رفصتها بقدمها
يا وجع قلبي
أه يا ذليلة لم تهنئي بحرية ولم يدم لك ما رضيتي
من عبودية
هكذا الدنيا نرضى بالهم والهم يتبغدد علينا
وتوتة توتة فرغت من الحدوتة
يارب تعجبكم